مما لا شك فيه أن العقم يسبب للزوجين مشكلة عاطفية واجتماعية بقدر ما هو مشكلة طبية، والتي قد تتحول إلى معضلة تهدد استقرار الأسرة وتبدد سعادتها.
هذا وقد ازداد انتشار العقم في السنوات الأخيرة بسبب التبدلات الاجتماعية والديموغرافية التي أدت لإبراز مشكلة العقم إلى حيز الوجود بشكل أوضح، من هذه العوامل نذكر التغيرات الهامة في دور المرأة في المجتمع، وتقدم سن الزواج، وتأخير الإنجاب، وتأثير الأوضاع الاقتصادية المتبدلة، وزيادة انتشار الأمراض المنتقلة بالجنس.
ولكن من حسن طالع البشرية أن ظاهرة انتشار العقم تواكبها ظاهرة أخرى ألا وهي التوسع الكبير في دنيا الطب والتطورات الحديثة في مجال العقم والقضاء على أسبابه، ولعل إتباع تقانات الإخصاب المساعد طبيا يعتبر آخر سهم في جعبة كثير من الأزواج ناقصي الخصوبة وذلك بعد ولادة لويز براون أول طفلة أنبوب عام 1978 م.
شعوراً منا بالمسؤولية الطبية والوطنية نحو مجتمعنا، ورغبة منا في تخفيف آلام الكثير من الأسر، تم افتتاح مشفى الشرق للإخصاب ومعالجة العقم وأطفال الأنابيب والذي يعتبر مؤسسةً طبيةً عصريةً تخصصيةً توفر كل الإمكانيات الفنية والعلمية من أجل الممارسة المثالية لمهنة الطب وتؤمن الاستفادة من آخر المستجدات الطبية الحديثة في مجال برامج أطفال الأنابيب وتساهم كذلك في الحفاظ على المستوى الطبي الرفيع خلال سنوات التحدي الحضارية القادمة، حيث كانت ولادة أول توأم بهذا الأسلوب في 17 نيسان 2002م.
إن فريق المشفى يحرص على توفير الحوافز اللازمة لمواكبة كل جديد في معالجة العقم والإخصاب المساعد وأطفال الأنابيب، وذلك من خلال التطوير المستمر للمعدات الطبية وإعداد كوادر مؤهلة ومتميزة، والاطلاع على أحدث منجزات الصروح الطبية العالمية من خلال استضافة الاختصاصين في هذا المجال والمشاركة الواسعة في المؤتمرات الطبية.
وفي الختام فإن فريق المشفى يلتزم بالسرية التامة والأمانة العلمية بكل ما يتعلق بملفات المرضى، وكذلك بممارسة القواعد الأخلاقية الأكثر صرامة وتشدداً في ما يختص باحترام التشريع والعادات الثقافية والدينية في بلدنا، كما أنه يعتبر سعادة الزوجين هي سعادته، ونجاح برنامج طفل الأنبوب هو نجاحه وإن أهم أسباب النجاح في هذا المضمار هو الصبر والمثابرة، إضافة إلى التعاون بين الزوجين والفريق الطبي المشرف... والله من وراء القصد.
الأستاذ الدكتور مروان الحلبي